تونسيات على درب غزة.. وقفة أسبوعية تتحول إلى صرخة إنسانية

تونسيات على درب غزة.. وقفة أسبوعية تتحول إلى صرخة إنسانية
وقفة في تونس للتضامن مع سكان غزة

في قلب العاصمة التونسية، أمام بوابات السفارة الأمريكية، تتجمع نساء يحملن لافتات كتب عليها: "النصر سيكون لفلسطين".. حرارة الشمس أو برودة الشتاء لا تثنيهن، فالوقفة هذه ليست عابرة؛ إنها الرقم 88 في سلسلة احتجاجات أسبوعية، عنوانها الدائم: "صرخة الحق الفلسطيني".

مباركة عواينية، قيادية في حزب التيار الشعبي، تتحدث بعينين لا تخفيان الانفعال: "نخجل من عينيكِ، أيتها الأم الفلسطينية.. نخجل من أطفال غزة الذين إن لم يقتلوا بالسلاح، يقتلون بالجوع"، بحسب ما ذكرت وكالة "JINHA"، اليوم الأحد.

بالنسبة لها، ما يحدث في غزة ليس حربًا محدودة، بل هي "حرب كونية" تشارك فيها دول بشكل مباشر أو بالصمت المطبق، ومع كل جملة، كانت تتصاعد شعارات النساء من حولها كأنها تحاول أن تعبر البحر لتصل إلى القطاع المحاصر.

نضال لا يتوقف

رندة فحولة، عضو في تنسيقية العمل المشترك من أجل فلسطين، تشرح أن هذه الوقفات ليست سوى وجه من وجوه النضال.. "نظمنا اعتصامًا استمر تسعة أيام، ودخلنا في إضراب جوع رمزي، وأرسلنا قافلة الصمود.. واليوم، هناك من يحضّر لأسطول الحرية لكسر الحصار".

كلماتها تكشف أن هؤلاء النساء لا يكتفين بالشعارات؛ إنهن ينسجن نضالهن من الأفعال الصغيرة والكبيرة، كمن يصرّ على إشعال شمعة في عتمة كثيفة.

المشهد يكتمل بحضور ناشطات فلسطينيات مثل مريم القدوة، التي اختارت أن تشارك من تونس “لتعزيز صمود أهل غزة”. 

بالنسبة لها، الخذلان العربي أوجع من القصف: "لولا صمت الأنظمة، لما تمكن الاحتلال من التنكيل بشعب كامل". ومع ذلك، يظل الأمل حاضرًا في صوتها: "ما خاب شعب أراد نيل الحرية… الفجر قريب".

معنى إنساني عابر للحدود

هذه الوقفات الأسبوعية، التي قد يراها البعض رمزية، تتحول في وجدان المشاركات إلى أكثر من ذلك.. امتداد إنساني يربط أمهات تونس بأمهات غزة، ونساءً يرفعن أصواتهن في شارع الحبيب بورقيبة بنساء يواجهن المجاعة في القطاع.

إنها محاولة لإبقاء الضوء مشتعلاً، ليظل العالم يتذكر أن هناك شعبًا يختنق تحت الحصار.



موضوعات ذات صلة


ابق على اتصال

احصل على النشرة الإخبارية